عشرات من المنظمات الدولية والهيئات العالمية، أسماء رنانة ومبانٍ ضخمة، ومقاعد فخمة وإجتماعات وفعاليات هنا وهناك، ومليارات التبرعات تتلقاها من كل مكان، وعشرات المواثيق والمعاهدات والقرارات التي تصدرها هذه المؤسسات والمنظمات والهيئات وتتناقلها وسائل الإعلام.
ومع أول إختبار حقيقى وواقعى يحدث تحت سمعهم وبصرهم، وعلى الهواء مباشرة تنكشف الحقيقة المؤلمة، وهي أنهم جميعا لا قيمة لهم ولا فائدة من قراراتهم وبياناتهم و أن هناك «لوبى عالمى» خفى هو الذي يديرهم جميعا ويحركهم ويوجههم ويتحكم في مواقفهم.
نعم جاءت حــ..رب الإبـــ..ادة لغـــ..زة الأبية على يد الكـــ..يان الصـــ..هيونى المحتـــ.ل لتكشف عورات وفساد وضعف وتحيز وإنعدام قيمة كل هذه المؤسسات والهيئات والمنظمات، وأنها وجدت لتحقيق مصالح «اللوبى العالمي» الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وفقط.
وتواجد الدول الإسلامية والعربية بهذه الهيئات والمنظمات ما هو إلا لإستكمال الصورة و إتخاذ المواقف ضدهم عند الحاجه وإجبارهم على الإلتزام بها.
بالله عليكم منذ إنشاء هيئة الأمم المتحدة متى نصرت أو نفذت أى قرار لصالح دولة عربية أو إسلامية .. مجرد إجتماعات و كلام إنشائى ومناشدات، وها هي تشاهد كياناً محتــ.لاً يفعل كل الموبقات وما لم يفعله اي إحتلال من قبل تجاه من يحتله دون أن تنتفض وتتخذ قرارات تنفيذية فاعلة.
وعلى النقيض، تذكروا قراراتها ضد العراق وضد أفغانستان ومواقفها في ليبيا وسوريا واليمن، قمة الخزى والعار.
أين منظمة الصحة العالمية من تدمير كل مستشفيات غـــ..زة وقـــ.تل الأطقم الطبية وإحتلال المستشفيات وإرهـــ..اب المرضى وطردهم من المستشفيات وهم مصابون وترك أطفال الحضانات حتى الموت، وقطع المياه والكهرباء والغذاء والوقود عن المستشفيات وتدمير كل ما يتعلق بالجانب الصحي بغزة وهي أفعال إجرامية بربرية لم يقم بها أى إحتلال من قبل فى تاريخ البشرية.
ماذا كان ردهم؟ .. مجرد شجب وإدانة وتعليق العمل بغـــ.زة و عدم القيام بدورهم، فلماذا لم يقوموا بتعليق عملهم في كل أنحاء العالم وإعلان توقف نشاطهم نهائيا ليكون رد فعل قوىاً وفاعلاً وله صدى ضد الإجرام الصهـــ..يونى.
أين منظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر ومنظمة «الفاو» وهي تشاهد شعباً يُحاصَر بدون غذاء وتضربه المجاعة وبدون مياه ولا وقود لمدة ٤٢ يوما حتى الآن؟.. لا موقف قوي وفاعل يجبر الكيـــ.ان الإجــ..رامي على فك الحصار.
أين منظمة «اليونيسف» التى صدعتنا بمؤتمراتها وفعالياتها وتقاريرها مما يحدث من قـــ.تل وتدمـــ.ير وتشريد وتعذيب لأكثر من ٥ آلاف طفل في غزة، ويرون ذلك «صوت وصورة» وعلى الهواء، فأين موقفهم الفاعل ؟.. لاشىء، إذ يبدو أن الطفل المنشود لديهم ليس هو الطفل العربي أو المسلم.
أين منظمات حقوق المرأة وهي تشاهد الموت يحاصر السيدات، ويدك الكـــ.يان الإجرامي المحــ.تل منازلهم فوق رؤسهن فيخرجن مع أولادهن إما قتلى أو مصابين ويتم تهجيرهم وقتل أولادهم وحصارهم وتجويعهم أمام أعين هذه المنظمات وأمام اعين العالم كله .. هل ستكون لكم عين، لتتحدثوا بعد ذلك وبعد موقفكم المخزى عن حقوق المرأة؟.
أين منظمات حقوق الإنسان من كل الأهوال التي يعانى منها أهل غـــ.زة، أم أنكم لا تعتبروا أهل غزة من فئة البشر، كما قال وزير دفاع الكيـــ..ان المحتل ؟ كيف ستقنعوا أحداً بما تقولون وما تنشرون وما تدعون من إنسانية بعد كل ما يحدث أمامكم من إبــ.ادة وجـــ.رائم لن يمحوها التاريخ وـاخرها مجــ.زرة اليوم بمدرسة الفاخورة بشمال قطاع غـــ.زة، والتى يحتمى بها مئات الأسر وقتلوهم وهم نائمون.
لم تحدث من قبل هذه الجــ..رائم والمجـــ.ازر من أعتى محتلى ومجرمى العالم دون أن يكون لكم موقف حقيقي يكشف كل جرائم هذا الكيــ.ان الغاصب ويفضحه في كل مكان بالعالم ليكون منبوذا من الجميع.
جاءت حــ..رب غـــ..زة وما يتعرض له هذا الشعب الصامد المؤمن القوى لتعرى الجميع من كل القيم الإنسانية وتثبت أن هذا العالم بلا ضمير، وفقد بقايا مصداقية كل مؤسساته وهيئاته ومنظماته وأنها مجرد كذبة كبيرة عديمة الفائدة وقت الشدة والحاجة.